الادارة العامة للاعتماد والتراخيص

 

مقدمة

تحرص جامعات العالم على ضبط العمليَّة التعليميَّة فيها من أجل الحصول على جودة في مخرجاتها  في الوقت الذي اتجهت فيه المؤسسات التعليميَّة نحو الجودة، والعمل على تطبيقها، ظهر نظام الاعتماد الأكاديمي لمؤسسات التعليم على مختلف مستوياتها، وكان بداية ظهوره في الولايات المتحدة الأمريكيَّة في بداية القرن العشرين الميلادي، إن فكرة الاعتماد الأكاديمي تبلورت في الولايات المتحدة الأمريكيَّة عام 1871م من تعاوُن تطوعي غير حكومي مشترك بين الجامعات والمدارس الثانويَّة بالولايات المتحدة الأمريكيَّة، لتحسين الوضع التربوي ومناقشة القضايا التربويَّة المهمة للطرفين.

حيث بدأ التعاون بينهما في عام 1871 م بمبادرة من مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة ميتشغان، لزيارة المدارس الثانويَّة بالولايات المتحدة الأمريكيَّة؛ للتأكُّد من أنها على قدر من الكفاءة والتميز الذي يسمح بقبول خرجيها من الجامعات، دون الخضوع لاختبارات القبول، ونتيجة لهذا التعاون تم في عام 1887 م إنشاء أول جمعيَّة لولايات الوسط الأمريكي، تم توالى بعدها إنشاء الجمعيات، إلى أن أصبح عددها الآن ست جامعات، تهدف إلى تقويم واعتماد برامج المدارس الثانويَّة، ثم تحوَّل من بداية عام 1913م إلى تقويم واعتماد برامج مؤسسات التعليم العالي، ووضع المعايير التي تحدِّد كفاءة برامجها الأكاديميَّة، ومع بداية الأربعينيات أصبحت جميع مؤسسات التعليم العالي الأمريكي عرضة للضغوط التي تطالبها بالحصول على الاعتماد الأكاديمي.

 

 

1-       توفير المساءلة ودعم المسؤوليَّة إزاء كل الجوانب التنظيميَّة في المؤسسة.

2-       توفير معايير مقننة للتقويم، تشمل كل جوانب المنظومة التعليميَّة في المؤسسة.

3-       توطيد ثقة المجتمع بالمؤسسات التعليميَّة.

ويتَّضح من خلال ما سبق أن الاعتماد يهدف إلى رفع جودة التعليم من كل الجوانب، كما يضمن للمجتمع جودة مخرجات العمليَّة التعليميَّة، وتحقيق مبدأ الوضوح والشفافيَّة.

أنواع الاعتماد:

للاعتماد ثلاثة أنواع:

الاعتماد المؤسسي. الاعتماد البرامجي. الاعتماد المهني.

الاعتماد المؤسسى:

  يشير هذا النوع إلى اعتماد المؤسسة بشكل كامل، وفق معايير محددة، ويشمل ذلك جميع العاملين بالمؤسسة، والهيئة الأكاديميَّة، ومستويات إنجازات الطلبة، وغيرها من مكونات المؤسسة التعليميَّة، وهذا النوع من الاعتماد يتم من خلالها قياس كفاءة المؤسسة التعليميَّة من الناحية الإداريَّة والأكاديميَّة، في ضوء إمكاناتها وفق معايير معينة. ويتضمن الاعتماد المؤسسى نوعين من الاعتماد، هما: -

1- الاعتماد الأولي المبدئي:

حيث يتم التأكُّد من أن المؤسسة التعليميَّة قد استوفت الشروط والمعايير اللازمة، كالخصائص الإداريَّة والتعليميَّة، والملاعب، والساحات الخضراء، والمكتبات، والتجهيزات وغيرها، وإذا لم تستوفَ الشروط المطلوبة يتم الانتقال إلى الاعتماد الأكاديمي، بوصفه شقًّا مكملًا للاعتماد المؤسسي.

2- الاعتماد الأكاديمي:

يكون هذا النوع غالبًا بعد فحص دقيق لكل من يتعلق بالبرامج الدراسيَّة في مختلف المراحل، وأعضاء هيئة التدريب، ومؤهلاتهم الأكاديميَّة، وخبراتهم، ونشاطاتهم البحثيَّة، وغير ذلك من المستلزمات. 

نخلُص إلى أن الاعتماد الأكاديمي هو ذاته الاعتماد البرامجى، وأن الحصول          عليه يمكن أن يتم حتى وإن لم تحصل المؤسسة التعليميَّة أو الجامعة أو الكليَّة على الاعتماد المؤسسي.

الاعتماد المهني:

  "منظومة متكاملة تستهدف ضمان جودة إعداد المعلم، وجودة أدائه لعمله، وتقييمه مهنيًّا، وبشكل مستمرٍّ ومنتظم، وذلك من خلال عمليات الترخيص لمزاولة مهنة التعليم

 

اهمية الاعتماد الاكاديمي

إن أهمية الاعتماد الأكاديمي تكمن في كونها وسيلة مهمة لإثبات مكانة وسمعة المؤسسة التعليمية مما يحفز الراغبين على الالتحاق بها أو التعامل معها من الطلبة وأصحاب الأعمال، أو المؤسسات الاقتصادية، والمستثمرين، أو الرأي العام والمؤسسات الحكومية، وغيرهم

 

مراحل الاعتماد الأكاديمي:

تمرُّ عمليَّة الاعتماد الأكاديمي بسلسلة من الإجراءات المتداخلة، وقد تستغرق عمليَّة الاعتماد فترة طويلة للحصول عليه، ويشير الباحث إلى أنه قد يكون هناك إجراءات أخرى لمراحل الاعتماد الأكاديمي، ولكن الباحث سوف يذكر فقط أكثرها شموليَّة وتداولًا في الأوساط الجامعيَّة ذات العناية بالاعتماد الأكاديمي.

المرحلة الأولى: (الدراسة الذاتيَّة)

تقوم المؤسسة التعليميَّة الراغبة في الحصول على الاعتماد بإعداد دراسة تفصيليَّة وشاملة عن وضعها الحالي والمستقبلي بشكل كامل، وتشمل هذه الدراسة كافة المعلومات الخاصة ببرامجها وهيكلها الإداري والمالي، والخدمات التي تقدِّمها للمجتمع المحلى، وتدعم هذه الدراسة بكافة الوثائق الضروريَّة، على شكل ملاحق وجداول وبيانات تؤكد صدق         هذه الدراسة.

وتقدم هذه الدراسة للمجلس إدارة الاعتماد المانحة للاعتماد، وتعتبر هذا المرحلة مسؤوليَّة جميع العاملين بالمؤسسة التعليميَّة، ويتكوَّن تقرير الدراسة الذاتيَّة من خمس مراحل، هي: -

·    البيانات الأساسيَّة.

·    شرح مختصر لنشاط المؤسسة التعليميَّة

·    توثيق مؤشرات معينة تضمنها الهيئة المنوط بها منح الاعتماد.

·    توثيق مؤشرات العائد النهائي للبرامج والخدمات.

·    تقيم الدراسة الذاتيَّة

المرحلة الثانية: (الزيارة الميدانيَّة)

تشكل مجلس الاعتماد لجنة تقوم بفحص ومراجعة الوثائق المقدَّمة من   المؤسسة التعليميَّة، وعلى ضوئها تقوم اللجنة بعد التأكد من الدراسة المقدمة بزيارة  المؤسسة التعليمة، والوقوف على هدف الدراسة ميدانيًّا، وإجراء المقابلات مع الأساتذة والطلاب والإداريين والخريجين، وإعداد تقرير وتقويم يُرفع للمجلس المسؤولة عن منح الاعتماد  وعادة ما تتكوَّن هذه اللجنة أو اللجان من  الأكاديميين ذوي الخبرة في مجال الاعتماد.

 

المرحلة الثالثة: (القرار النهائي)

تقوم الجهة المانحة للاعتماد بدراسة جميع التقارير والملاحظات والتوصيات المقدَّمة من المؤسسة التعليميَّة، ومدى التزام المؤسسة بالمعايير المطلوبة منها، وعلى ضوئها يتم منح الاعتماد لها إذا كانت التقارير إيجابيَّة، وعادة تكون مدة الاعتماد ما بين  5   سنوات، ويعود ذلك تبعًا للمؤسسة التعليميَّة وتاريخ تأسسيها. 

ويجوز سحب الترخيص أو عدم الموافقة إذا كانت هناك مخالفات قانونيَّة، أو تقديم المؤسسة معلومات غير صحيحة، أو غير ذلك مما يستوجب سحب أو عدم الموافقة على منح شهادة الاعتماد.

 

نشر :